Admin Admin
عدد الرسائل : 182 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 05/02/2008
| موضوع: و اشوقاه رسول الله _إسلام عمر وعام الحزن الجزء الأول السبت مارس 08, 2008 9:32 pm | |
| و اشوقاه رسول الله _إسلام عمر وعام الحزن
الجزء الرابع بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله الاهداء اليك ايها الرحمة المهداة و السراج المنير هذه أنشودة حب ووثيقة اتباع عهد قطعناه على أنفسنا أن نقتفى أثرك حتى نلقاك على الحوض
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان أضاء برق آخر أشد بريقًا وإضاءة من اسلام حمزة، ألا وهو إسلام عمر بن الخطاب، أسلم في ذى الحجـة سـنة سـت مـن النبـوة. بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه حيث قال: اللّهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام كان رضي الله عنه معروفًا بحدة الطبع وقوة الشكيمة، وطالما لقى المسلمون منه ألوان الأذى، والظاهر أنه كانت تصطرع في نفسه مشاعر متناقضة ـ كأي عاقل ـ في أن ما يدعو إليه الإسلام قد يكون أجل وأزكى من غيره، ولهذا ما إن يَثُور حتى يَخُور.و روى فى إسلامه..أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة {الْحَاقَّةُ}،فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال: فقلت ـ أي في نفسي: هذا والله شاعر، كما قالت قريش، قال: فقرأ {إِنَّهُ لَقَوْلُرَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة:40، 41] قال: قلت: كاهن. قال:{ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} إلى آخر السورة [الحاقة:42، 43] . قال: فوقع الإسلام في قلبي.وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج يومًا متوشحًا سيفه يريد القضاء على النبي، فلقيه رجل فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال : أريد أن أقتل محمدًا. قال: كيف تأمن من بنى هاشم و من بنى زهرة؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبوت، و تركت دينك، قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر! إن أختك وخَتَنَكَ قد صبوا، فمشى حتى أتاهما ،وعندهما خباب بن الأرت، معه صحيفة فيهاطه) - وكان يختلف إليهما و يقرئهما القرآن - فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، وسترت فاطمة ـ أخت عمر ـ الصحيفة. وكان قد سمع عمر حين دنا قراءتهم.. فلما دخل قال: ما هذه الهينمة التى سمعتها؟ فقالا: ما عدا حديثا تحدثناه بيننا. قال: فلعلكما قد صبوتما. : يا عمر، أرأيت إن كان الحق فى غير دينك؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا فقال ختنه فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمى وجهها فلما يئس عمر، ورأي ما بأخته من الدم ندم واستحيا، وقال: أعطونى هذا الكتاب،فقالت أخته :إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ:(بسم الله الرحمن الرحيم)فقال: أسماء طيبة طاهرة. ثم قرأ(طه) حتى انتهى إلى قوله: (إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى و أقم الصلاة لذكرى) فقال: ما أحسن هذا الكلام و أكرمه؟ دلونى على محمدفأخذ عمر سيفه، فتوشحه، ثم انطلق حتى أتى الدار، فضرب الباب، فقام رجل ينظر من خلل الباب، فرآه متوشحًا السيف، فأخبر رسول الله صلى الله ، واستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟قالوا: عمر؟ فقال: وعمر؟ افتحوا له الباب، فخرج رسول الله إلى عمر حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، ثم جبذه جبذة شديدة فقال: (أما أنت منتهى يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم، هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب)، فقال عمر:أشهد أن لا إله الا الله ،وأنك رسول الله..فكبر أهل الدارروى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال: لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة، قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلىّ، وقال: أهلًا وسهلًا، ما جاء بك؟ قال: جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به. قال: فضرب الباب في وجهي، وقال: قبحك الله، وقبح ما جئت به.روى مجاهد عن ابن عباس قال: سألت عمر بن الخطاب:لأى شىء سميت الفاروق؟ قال:أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام - ثم قص عليه قصة إسلامه... وقال فى آخره: قلت- أى حين أسلمت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متناوإن حيينا؟ قال: بلى،والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ والذى بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر،له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إلى قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسمانى رسول الله (الفاروق) يومئذ.وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر.وعن عبد الله بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
ممثل قريش بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد إسلام هذين البطلين الجليلين ـ حمزة بن عبد المطلب وعمـر بن الخطاب رضي الله عنهما ، غيرالمشركين تفكيرهم في معاملتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، واختاروا أسلوب المساومات وتقديم الرغائب والمغريات، ولم يدر هؤلاء المساكين أن كل ما تطلع عليه الشمس لا يساوي جناح بعوضة أمام دين الله والدعوة إليه. مساومات وتنازلات ولما فشلت قريش في مفاوضتهم المبنية على الإغراء والترغيب، والتهديد والترهيب,رأوا أن يساوموه صلى الله عليه وسلم في أمور الدين، ويلتقوا به في منتصف الطريق، فيتركوا بعض ما هم عليه، ويطالبوا النبي صلى الله عليه وسلم بترك بعض ما هو عليه.
موقف أبي طالب وعشيرته أما أبو طالب فإنه لما واجه مطالبة قريش بتسليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليقتلوه, جمع بني هاشم وبني المطلب، ودعاهم إلى القيام بحفظ النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابوه إلى ذلك كلهم ـ مسلمهم وكافرهم ـ حَمِيَّةً للجوار العربي، وتعاقدوا وتعاهدوا عليه عند الكعبة. إلا ما كان من أخيه أبي لهب، فإنه فارقهم، وكان مع قريش. ثم بعد ذلك حصر المسلمين فى شعب ابى طالب قرابة الثلاثة أعوام واشتد الحصار، وقطعت عنهم الميرة والمادة، فلم يكن المشركون يتركون طعامًا يدخل مكة ولا بيعًا إلا بادروه فاشتروه، حتى بلغهم الجهد، والتجأوا إلى أكل الأوراق والجلود، وحتى كان يسمع من وراء الشعب أصوات نسائهم وصبيانهم يتضاغون من الجوع، وكان لا يصل إليهم شيء إلا سرًا.
نقض صحيفة الميثاق مر عامان أو ثلاثة أعوام والأمر على ذلك، وفي المحرم سنة عشر من النبوة نقضت الصحيفة وفك الحصار؛ وذلك أن قريشًا كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له، فسعى في نقض الصحيفة من كان كارهًا لها.
عــام الحـــزن:-وفاة أبي طالب:- ألح المرض بأبي طالب، فلم يلبث أن وافته المنية، وكانت وفاته في سنة عشر من النبوة، بعد الخروج من الشعب بستة أشهر ولا حاجة إلى بيان ما كان عليه أبو طالب ، فقد كان الحصن الذي احتمت به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء، ولكنه بقى على ملة أجداده، فلم يفلح كل الفلاح. ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب، قال للنبى صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قالهو في ضَحْضَاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار خديجة إلى رحمة الله:- وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو بثلاثة أيام ـ على اختلاف القولين ـ توفيت أم المؤمنين خديجة الكبرى رضي الله عنها وكانت وفاتها في السنة العاشرة من النبوة، ولها خمس وستون سنة على أشهر الأقوال، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آمنت بى حين كفر بى الناس، وصدقتنى حين كذبني الناس، وأشركتنى في مالها حين حرمنى الناس، ورزقنى الله ولدها وحرم ولد غيرها)
تراكم الأحزان:- وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتان خلال أيام معدودة، فاهتزت مشاعر الحزن والألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه. فإنهم تجرأوا عليه وكاشفوه بالنكال والأذى بعد موت أبي طالب، فازداد غمًا على غم، حتى يئس منهم، وخرج إلى الطائف رجـاء أن يستجيبوا لدعوتـه، أو يؤووه وينصـروه على قومــه، فلم يـر مـن يؤوى ولم يـر ناصرًا، بل آذوه أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومـه.
الزواج بسودة رضي الله عنها:- وفي شوال من هذه السنة ـ سنة 10 من النبوة ـ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، كانت ممن أسلم قديمًا وهاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة، وكان زوجها السكران بن عمرو، وكان قد أسلم وهاجر معها، فمات بأرض الحبشة، أو بعد الرجوع إلى مكة ، وكانت أول امرأة تزوجها بعد وفاة خديجة .
| |
|