`·.¸¸.·´´¯`··._.· جمعية تنمية المجتمع المحلى بديبوعوام`·.¸¸.·´´¯`··._.·
مرحبا بكم فى منتدى جمعية شباب أهل الخير بديبوعوام
`·.¸¸.·´´¯`··._.· جمعية تنمية المجتمع المحلى بديبوعوام`·.¸¸.·´´¯`··._.·
مرحبا بكم فى منتدى جمعية شباب أهل الخير بديبوعوام
`·.¸¸.·´´¯`··._.· جمعية تنمية المجتمع المحلى بديبوعوام`·.¸¸.·´´¯`··._.·
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


`·.¸¸.·´´¯`··._.· جمعية تنمية المجتمع المحلى بديبوعوام`·.¸¸.·´´¯`··._.·
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 182
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة Empty
مُساهمةموضوع: و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة   و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة I_icon_minitimeالسبت مارس 08, 2008 9:33 pm

و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة

الجزء الاول
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله
الاهداء
اليك ايها الرحمة المهداة و السراج المنير هذه أنشودة حب ووثيقة اتباع و عهد
قطعناه على أنفسنا أن نقتفى أثرك حتى نلقاك على الحوض
اتمنى كل واحد منكم يرسلوا الى كل من يعرفهم كى تعم الفائدة
يقول صلى الله عليه وسلم
((بلغوا عني ولو آية))
وقد تكون بارسالك
هذه الرساله لغيرك قد بلغت آية تقف لك شفيعة يوم القيامه
و جزاكم الله خير

الجزء الاول السيرة:-
النسب والمولد والنشأة
نسب النبي صلى الله عليه وسلم:-
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شَيْبَة ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قُصَىّ ـ واسمه زيد ـ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النَّضْر ـ واسمه قيس ـ بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة ـ واسمه عامـر ـ بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان‏

وقعة الفيل:-
أن أبرهة بن الصباح الحبشى، النائب العام عن النجاشى على اليمن، لما رأي العرب يحجون الكعبة بني كنيسة كبيرة بصنعاء، وأراد أن يصرف حج العرب إليها، وسمع بذلك رجل من بني كنانة، فدخلها ليلًا فلطخ قبلتها بالعذرة‏.‏ ولما علم أبرهة بذلك ثار غيظه، وسار بجيش عرمرم ـ عدده ستون ألف جندى ـ إلى الكعبة ليهدمها، واختار لنفسه فيلا من أكبر الفيلة، وكان في الجيش 9 فيلة أو 13 فيلا، وواصل سيره حتى بلغ المُغَمَّس، وهناك عبأ جيشه وهيأ فيله، وتهيأ لدخول مكة، فلما كان في وادى مُحَسِّر بين المزدلفة ومنى برك الفيل، ولم يقم ليقدم إلى الكعبة، وكانوا كلما وجهوه إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق يقوم يهرول، وإذا صرفوه إلى الكعبة برك، فبيناهم كذلك إذ أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول‏.‏ وكانت الطير أمثال الخطاطيف والبلسان، مع كل طائر ثلاثة أحجار؛ حجر في منقاره، وحجران في رجليه أمثال الحمص، لا تصيب منهم أحدًا إلا صارت تتقطع أعضاؤه وهلك، وليس كلهم أصابت، وخرجوا هاربين يموج بعضهم في بعض، فتساقطوا بكل طريق وهلكوا على كل منهل، وأما أبرهة فبعث الله عليه داء تساقطت بسببه أنامله، ولم يصل إلى صنعاء إلا وهو مثل الفرخ، وانصدع صدره عن قلبه ثم هلك‏.‏

وكانت هذه الوقعة في شهر المحرم قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يومًا أو بخمسة وخمسين يومًا ـ عند الأكثر ، وكانت تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته؛ وقد وقعت هذه الوقعة في الظروف التي يبلغ نبؤها إلى معظم المعمورة المتحضرة إذ ذاك‏.‏ فالحبشة كانت لها صلة قوية بالرومان، والفرس لا يزالون لهم بالمرصاد، يترقبون ما نزل بالرومان وحلفائهم؛ ولذلك سرعان ما جاءت الفرس إلى اليمن بعد هذه الوقعة، وهاتان الدولتان كانتا تمثلان العالم المتحضر في ذلك الوقت‏.‏ فهذه الوقعة لفتت أنظار العالم ودلته على شرف بيت الله، وأنه هو الذي اصطفاه الله للتقديس، فإذن لو قام أحد من أهله بدعوى النبوة كان ذلك هو عين ما تقتضيه هذه الوقعة، وكان تفسيرًا للحكمة الخفية التي كانت في نصرة الله للمشركين ضد أهل الإيمان بطريق يفوق عالم الأسباب‏.‏
عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏-
وكـان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه, واختار عبد المطلب لولده عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، وأبوها سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا، فزوجه بها، فبني بها عبد الله في مكة، وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يمتار لهم تمرًا، فمات بها، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه يقول أكثر المؤرخين.
المولـــد:-
ولـد سيـد المرسلـين صلى الله عليه وسلم بشـعب بني هاشـم بمكـة في صبيحـة يــوم الاثنين التاسع مـن شـهر ربيـع الأول، وروى ابــن سعــد أن أم رســول الله صلى الله عليه وسلم قالــت ‏:‏ لمــا ولـدتــه خــرج مــن فرجـى نــور أضــاءت لـه قصـور الشام‏.‏ وروى أحمد والدارمى وغيرهمـا قريبـًا مـن ذلك‏,
وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏.‏ وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل‏.‏
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده،فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له‏.‏ واختار له اسم محمد ـ وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب .
وأول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـ ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها ، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب.
الرسول في بني سعد:-
وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛ ولتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم، فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث.
وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة ‏:‏ عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة أو جذامة بنت الحارث ‏‏وهي الشيماء.
ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروى ذلك مفصلًا ‏:‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ كانت حليمة تحدث ‏:‏ أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء‏.‏ قالت ‏:‏ وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئًا، قالت ‏:‏ فخرجت على أتان لى قمراء، ومعنا شارف(الناقة المسنة) لنا، والله ما تَبِضّ ُبقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديى ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذَمَّتْ بالركب حتى شق ذلك عليهم، ضعفًا وعجفًا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، إذا قيل لها‏:‏ إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول‏:‏ يتيم‏!‏ وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى‏:‏ والله، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه‏.‏ قال ‏:‏ لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة‏.‏ قالت‏:‏ فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره، قالت‏:‏ فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته في حجرى أقبل عليه ثديأي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة، قالت‏:‏ يقول صاحبى حين أصبحنا‏:‏ تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة، قالت‏:‏ فقلت‏:‏ والله إنى لأرجو ذلك‏.‏ قالت‏:‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتانى، وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم، حتى إن صواحبى ليقلن لى‏:‏ يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك‏!‏ أرْبِعى علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها‏؟‏ فأقول لهن‏:‏ بلى والله، إنها لهي هي، فيقلن‏:‏ والله إن لها شأنًا، قالت‏:‏ ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنـًا، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم‏:‏ ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعًا لبنًا‏.‏ فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا‏.‏ قالت‏:‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه، وقلت لها‏:‏ لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت‏:‏ فلم نزل بها حتى ردته معنا‏.‏

شق الصدر:-
وفي السنة الرابعة من مولده على قول المحققين وقع حادث شق صدره، روى مسلم عن أنس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال‏:‏ هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه ـ أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ـ ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعنى ظئره ـ فقالوا‏:‏ إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون ـ أي متغير اللون ـ قال أنس‏:‏ وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره‏.‏
إلى أمه الحنون:-
وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين‏.‏
ورأت آمنة ـ وفاء لذكرى زوجها الراحل ـ أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو متر ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهرًا ثم قفلت، وبينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق، ثم اشتد حتى ماتت بالأبْوَاء بين مكة والمدينة‏
إلى جده العطوف:-
وعاد به عبد المطلب إلى مكة، ولثمانى سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفي جده عبد المطلب بمكة، ورأي قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه‏.
ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.
قصة بَحِيرَى الراهب:-
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة سنة ـ قيل‏:‏ وشهرين وعشرة أيام ـ ارتحل به أبو طالب تاجرًا إلى الشام، حتى وصل إلى بُصْرَى ـ وهي معدودة من الشام، وقَصَبَة لحُورَان، وكانت في ذلك الوقت قصبة للبلاد العربية التي كانت تحت حكم الرومان‏.‏ وكان في هذا البلد راهب عرف بَبحِيرَى، واسمه ـ فيما يقال‏:‏ جرجيس، فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، فجعل يتخلّلهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال‏:‏ هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين‏.‏ فقال له ‏‏أبو طالب و أشياخ قريش‏:‏ ‏‏و‏‏ ما علمك ‏بذلك‏ ‏‏؟‏ فقال‏:‏ إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبى، وإنى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ‏‏وإنا نجده في كتبنا‏‏، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام؛ خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة‏.‏
حياة الكدح :-
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه الا ان الروايات توالت أنه كان يرعى غنمًا ، ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب, وفي الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها قال ابن إسحاق‏:‏ كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام‏.‏
زواجه بخديجة:-
ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأي فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبي عليهم ذلك ـ فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منبه، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضى بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين، وأصدقها عشرين بَكْرة‏.‏ وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت‏.‏
وكل أولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم،ولدت له‏:‏ أولًا القاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله‏.‏ وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن،إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به‏.‏
السيرة الإجمالية قبل النبوة:-
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازًا رفيعًا من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونال حظًا وافرًا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرة واستكناه الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات، فعاف ما سواها من خرافة، ونأي عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك فيه وإلا عاد إلى عزلته العتيدة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالًا، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى‏.‏

الجزء الثانى نفحات من طباع الرسول
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟!
لأنه يحبنا ,و لولاه لهلكنا و متنا على الكفر و استحققنا الخلود فى النار..و به عرفنا مكائد الشيطان , شوّقنا الى الجنة, ما من طيب الا و ارشدنا اليه , و ما من خبيث الا و نهانا عنه, و من حقه علينا أن نحبه لانه:-
1- يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابى الى النبى صلى الله علية و سلم فقال : متى الساعة؟! قال رسول الله صلى الله علية و سلم : ما اعددت لها؟ قال: انى أحب الله و رسوله . قال أنت مع من أحببت.
بهذا الحب تلقى رسول الله على الحوض فتشرب الشربة المباركة التى لا ظمأ بعدها أبدا.
أبشر يا ثوبان
قال القرطبى : كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم شديد الحب قليل الصبرعنه, فأتاه ذات يوم و قد تغير لونه و نحل جسمة يعرف فى وجهه الحزن فقال له النبى صلى الله عليه و سلم : ما غير لونك ؟ قال: يا رسول الله ما بى من ضر و لا وجع غير انى اذا لم أرك اشتقت اليك و استوحشت و حشة شديدة حتى القاك , ثم ذكرت الآخرة و أخاف أن لا أراك هناك , لأنى عرفت أنك ترفع مع النبيين , و أنى ان دخلت الجنة كنت فى منزلة هى أدنى من منزلتك , و ان لم أدخل لا أراك أبدا فأنزل الله قوله ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا) (النساء :69)0


هذا و الله اعلى و اعلم
انتهى بحول من الله و قوته اول رسالة
لا تنسونا من صالح دعائكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://debo.yoo7.com
محمدجادمحمد
عضو جديد



عدد الرسائل : 8
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 22/02/2008

و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة   و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة I_icon_minitimeالإثنين أبريل 14, 2008 1:20 am

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدجادمحمد
عضو جديد



عدد الرسائل : 8
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 22/02/2008

و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة   و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة I_icon_minitimeالإثنين أبريل 14, 2008 1:23 am

ضاع لرجل بعير، فنادى في الطرقات: مَن يرده إليَّ.. فله بعيران!.‏

فقيل له: واحد.. باثنين؟!.‏

قال: أنتم لا تعرفون مُتْعَةَ الوجدان!

ونتساءل مع ذلك الرجل: ماذا لو كان الضائع هو وجود الإنسان نفسه؟، ماذا يكون عمق المتعة لو ضاعت نفسك في متاهات الحياة، ثم عاد ‏بها إليك إنسان؟.‏

لقد كان الإنسان ميتًا فأحياه الله بالإسلام، وكان تائهًا فأرشده رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى طريق الإيمان.‏

لقد وُلد الإنسان بميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم- وبعثته ميلادًا جديدًا، فانتقل من حياة الظلم إلى النور، ومن الخوف إلى الأمن، ومن ‏الضياع إلى الهداية، ومن التردى في غياهب الحياة إلى الارتقاء في سلم الهداية نحو الله جل جلاله.‏

أمثلة من التاريخ

يقول جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه- وهو يخاطب النجاشي، موضحًا له كيف أنقذهم الرسول - صلى الله عليه وسلم- من ظلمات ‏الشك والجهل والظلم إلى نور اليقين والعلم والعدل، يقول:‏

يا أيها الملك‎..‎‏ كنا قومًا أهل جاهلية: نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا ‏الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحّده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا ‏من الحجارة والأوثان‎..

وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء‎..‎

ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.. فصدّقناه وآمنّا به، واتبعناه على ما جاءه من ربه، فعبدنا الله وحده ‏ولم نشرك به شيئًا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا، فغدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردّونا إلى عبادة الأوثان، والى ما ‏كنّا عليه من الخبائث‎..‎

محمدٌ خيرُ من سارت به قدم وأكرمُ الناس ماضيها وباقيها‏

أوْفَى الخليقةِ إيمانًا وأكملُها دينًا، وأرجحُها في وزن باريها

من مثلُه في الورى بِرًا ومرحمةً؟! ومن يشابهُه لطفًا وتوجيها؟!‏

جاءت رسالتُه للناس خاتمةً وجاء بالنعمة المسداةِ يهديها‏

أحيا الحنيفيةَ الغراءَ متبِعًا نهجَ الخليلِ ولم يخطئْ مراميها‏

وسار في كنفِ الرحمنِ يكلؤه إلى الحسانِ من الأخلاقِ يبنيها

وحينما دخل ربعي بن عامر؛ ذلك الصحابي البسيط - على رستم- قائد الفرس وهو يمزق ذلك البساط الناعم تحته، ويمزق معه قيمًا زائفة ‏طالما عبدها الناس، والتفوا حولها، مخاطبًا رستم ومن حوله: "جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدل ‏الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".‏

فأي ضيق كان فيه كسرى، وأية سعة كان فيها ذلك العربي البسيط؟، ولكن المعادلة سهلة، وحلّها ميسور.. لقد وجد المسلم نفسه، فوُلد بها ‏ميلادًا مباركًا جديدًا.‏

وما أضيق الدنيا ولو كنت تملك فيها كل ألوان المتع، إذا كنت مع ذلك تخسر نفسك، أو يتحكم فيك سواك..‏

إن الوجدان الحقيقي والميلاد الحقيقي يكون في العيش تحت ظلال الإسلام وتعاليم الإسلام، وقيم الإسلام، وأحكام الإسلام، وما سوى ذلك ‏لا ينفع عند الله، ولا يقيم الله له ميزانًا: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( آل عمران: 85 ).‏

وفي حادثة توزيع غنائم حنين مثال آخر، يشهد بما أضافه الرسول - صلى الله عليه وسلم- إلى البشرية من الهداية والغنى والألفة؛ يقول أبو ‏سعيد الخدري - رضي الله عنه-: "لمّا أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ولم ‏يكن في الأنصار منها شيء وَجَدَ هذا الحىّ من الأنصار في أنفسهم حتى كثُرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقد لقي رسول الله - صلى الله ‏عليه وسلم- قومه.‏

فدخل عليه سعد بن عبادة - رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله إنَّ هذا الحىّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم، لِما صنعت في هذا ‏الفيء الذي أصبت؛ قسمت في قومك، وأعطيت عطايا في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحىّ من الأنصار منها شيء!، قال: فأيْن أنت من ‏ذلك يا سعد؟، قال: يا رسول الله ما أنا إلاّ من قومي، قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة. فجمعهم فأتاهم الرسول - صلى الله عليه ‏وسلم- فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم، وَجْدَةٌ وجدتموها علىَّ في أنفسكم، ألم آتكم ‏ضُلاّلا فهداكم الله، وعالةً فاغناكم الله، وأعداء فألَّف الله بين قلوبكم. ‏

قالوا: بلى، والله ورسولُهُ أمَنُّ وأفضل. ‏

ثم قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟.‏

قالوا: بما ذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسول الفضل والمَنّ؟.

قال: أما والله، لو شئتم لقلتم، ولصدقتم، أتيناك مكذَّبًا فصدَّقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدًا فآويناك... ‏

أَوَجَدْتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا، تأَلَّفْت بها قومًا ليُسلِموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن ‏يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى رحالكم؟، فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرءًا ‏من الأنصار، ولو سلك الناس شِعبًا وسلكت الأنصار شِعبًا لسلكتُ شِعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء ‏الأنصار. ‏

قال أبو سعيد: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- قسمًا وحظًا، ثم انصرف رسول الله - ‏صلى الله عليه وسلم- وتفرقوا" (السيرة النبوية لابن هشام، ج5 ص177).‏

الأسوة الحسنة

لقد أثنى الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم- فقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ ‏وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) (الأحزاب: 21)‏

وما ذلك إلا لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- علّم أمته كيف يكونون مؤثرين في هذه الحياة، بمنهجهم وسلوكهم، لا مجرد أن تكون ‏لهم أجساد تمشي، وأرواح تعيش، فكثير من الناس يتخذون أندادهم ونظراءهم مثلا أعلى، يقتدون بهم، ويسيرون على دربهم، والمسلم الحق ‏هو من يتخد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القدوة والأسوة الحسنة؛ فيولد به من جديد.. لماذا؟.‏

لأنه - صلى الله عليه وسلم- كان ملتزمًا بأصول الدعوة ومنهجها، فكانت الحكمة وسيلته، والموعظة الحسنة حواره، والمجادلة بالتي هي ‏أحسن طريقة إقناعه.‏

ولأنه - صلى الله عليه وسلم - التزم بالدعوة قبل أن يُلزم بها، فكان قرآنًا يمشي على الأرض، أو بين الناس، كما وصفته السيدة عائشة - ‏رضي الله عنها-.‏

ولأنه - صلى الله عليه وسلم- أرسى لنا قواعد السير بالدعوة، وتبليغها إلى الناس، فاتبع منهج التخطيط والمتابعة، وابتعد عن العفوية ‏والارتجالية.‏

ولأنه - صلى الله عليه وسلم- كان يتحرك بدعوته بمنهج واعٍ، وقواعد ثابتة، ووسائل متغيرة، فضمن لدعوته الانتشار، وصلاحية التطبيق.‏

ولأنه - صلى الله عليه وسلم- ما استعمل لفظًا نابيًا في دعوته، ولا كان فظًا غليظ القلب، وإنما كان يواجه الناس برحابة الصدر، وصدق ‏الكلمة، وواسع العفو، وجميل المغفرة: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ) (آل ‏عمران: 159)‏

ولأنه - صلى الله عليه وسلم- عاش بين قومه قبل البعثة وبعدها بأخلاق الإسلام، فلم يجد أعداؤه سبيلا إلى غمزه بماضٍ قريب أو بعيد. ‏وصدق الله تعالى: (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (يونس: 16)‏

ولأنه - صلى الله عليه وسلم- كان معايشًا لأهله وعشيرته وللناس أجمعين، حمل همومهم، وساعدهم على اجتياز مشكلاتهم والعقبات التي ‏اعترضت طريقهم.‏

ولقد كان من منهج النبي - صلى الله عليه وسلم- في تربية النفوس، أن يبدأ بالأهم فالمهم، وأهم شيء هو الإيمان، فأية محاولة للإصلاح ‏بدونه عبث وضياع: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ‏ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) (الجمعة: 2).‏

وكان من منهجه - صلى الله عليه وسلم- الصبر على هذه النفوس وما فيها من التواءات حتى تستقيم، وما فيها من ضلالات حتى تهتدي، ‏وما فيها من مفاسد حتى تنصلح، فالاستقامة والهدى والصلاح لن يتحققوا في لحظة، وإنما يحتاجون إلى الصبر: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ ‏يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) (الكهف: 28).‏

وكان من منهجه - صلى الله عليه وسلم- إبراز القدوة العملية لأصحابه في كل شيء، فإذا أمرهم بشيء كان هو أول المنفذين، وإذا نهاهم ‏عن شيء كان أبعد الناس عنه.‏

اللهُ أرسلكم إلينا رحمةً ما ضلَّ من تَبِعتْ خطاه خُطاكا‏

كنّا حيارى في الظلامِ فأشْرقتْ شمسُ الهدايةِ يومَ لاحَ سناكا‏

كنّا وربي غارقين بغيِّنا حتى ربطنا حَبْلَنا بعُراكا‏

لولاك كنا ساجدين لصخرةٍ أو كوكبٍ.. لا نعرفُ الإشراكا

لولاك لم نعبدْ إلـهًا واحدًا حتى هدانا اللهُ يومَ هداكا‏

ولن يكون هناك تأثير واضح وأثر ملموس لو كان القائد في وادٍ وجنوده في وادٍ آخر، ولذلك رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ‏معايشًا لأصحابه، عالمًا بأخبارهم، مطلعًا على كافة شئونهم.‏

وفي ذات صباح يلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زيدًا الملقب بزيد الخير، فيسأله: كيف أصبحت يا زيد؟، فقال: أصبحت يا رسول ‏الله أحب الخير وأهله، إن قدرت عليه بادرت إليه، وإن فاتني حزنت عليه، وحننت إليه، فيضمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ‏صدره في حفاوة وغبطة، ويقول له: تلك علامة الله فيمن يريد".‏

وتروي السيدة عائشة - رضي الله عنها- فتقول: "لقد كان يمر علينا الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما يُوقد في أبيات ‏رسول الله نار للطعام، فيسألها عبد الله بن الزبير - ابن أختها- يا خالتي: وماذا كان عيشكم؟، فتقول: الأسودان: التمر والماء.‏

ثم تراه على كثرة مشاغله، وسعيه لتبليغ دعوة الله - عز وجل- صاحب الوجه البشوش؛ الذي يداعب أصحابه ويلاطفهم، وكان كذلك مع ‏أهل بيته جميعًا؛ فعن عائشة - رضي الله عنها- وقد سُئلت: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خلا في بيته؟، قالت: كان ‏ألين الناس، وكان رجلا من رجالكم، إلا أنه كان ضحاكًا بسامًا.‏

وحين أرسل معاذًا بن جبل قاضيًا إلى اليمن قال له: بم تقضي؟، فقال: أقضي بكتاب الله، قال: "فإن لم تجد؟، قال: أقضي بسنة رسول الله - ‏صلى الله عليه وسلم-، قال: "فإن لم تجد؟ "، قال: أجتهد رأي ولا آلو، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على صدره، وقال: ‏‏"الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي الله".‏

الواجبات العشرة

إن كل ذلك وغيره كثير ليفرض علينا حبه - صلى الله عليه وسلم- حبًا عمليًا، لا بكلام اللسان وحسب، وإنما أيضًا بالمواقف العملية:‏

رسولَ الأنام بحبكَ صِرنا كمثلِ الحمام لحيّكَ طِرنا

رسولَ السلام بدربكَ سِرنا ودربُ الحبيبِ حبيبٌ حبيبُ

ومليارُ روحٍ بحبكَ تسعَدْ ومليارُ قلبٍ يقول: محمدْ

فهم يشهدون.. وقلبيَ يشهدْ بأنك أنت الرسولُ الحبيبُ

ومن هذه المواقف:‏

1 - إحياء سنته - صلى الله عليه وسلم- في العبادات والمعاملات، والحرص على تعليمها لمن لا يعلم بالحكمة والموعظة الحسنة.‏

‏2 - الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم- في حياتنا كلها: الخاصة والعامة، الأسرية والمجتمعية، الفردية والجماعية.‏

‏3 - السير على الطريق نفسها التي سار عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مهما كانت العقبات والمحن، فهذه هي الطريق ‏الصحيحة.‏

‏4 - إحياء مشروع: "الأمة الأولى"، بهدف تربية أبنائنا ليكونوا قدوات تفتح البلدان بعلمها وسلوكها كما كان الصحابة - رضوان الله ‏عليهم-.‏

‏5 - الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ومناصرته وحمايته من كل أذى يراد به أو نقص ينسب إليه، كما قال تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ ‏وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) (الفتح: 9).‏

‏6 - تشجيع الأبناء على حفظ أذكار وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم- وخاصة ما يتعلق منها بالجوانب الحياتية مع متابعة تطبيق ‏ذلك، والتشجيع عليه بالمسابقات والجوائز وغيرها.‏

‏7 - ممارسة الدعوة إلى الله تعالى، وذلك لنستشعر مقدار البذل والتضحية التي قدمها النبي - صلى الله عليه وسلم- من أجل توصيل هذا ‏الدين إلينا جميعًا.‏

‏8 - تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى عامة الناس حول سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم-، والدعوة إلى التمسك بما صح عنه بأسلوب ‏بسيط واضح.‏

‏9 - مقاطعة البضائع الدانماركية مقاطعة حقيقية وفعالة ومستمرة؛ ليكون درسًا لكل من تسول له نفسه الإساءة لمقدساتنا وشعائرنا.‏

‏10 - البعد عن دعوات العنصرية أو الطائفية، أو السباب والشتائم، أو القيام بأية أعمال تخالف القوانين، ويكون من شأنها استفزاز المجتمع ‏الغربي، وقيامه بردود أفعال عدائية تجاه المسلمين الأوروبيين.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جمال درويش
عضو نشيط
جمال درويش


عدد الرسائل : 39
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 11/02/2008

و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة Empty
مُساهمةموضوع: رد: و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة   و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة I_icon_minitimeالسبت يونيو 14, 2008 4:58 pm

الاخ كاتب الموضوع اشكرك على مجهودك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
و اشواقاه رسول الله _النسب والمولد والنشأة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
`·.¸¸.·´´¯`··._.· جمعية تنمية المجتمع المحلى بديبوعوام`·.¸¸.·´´¯`··._.· :: القسم الإسلامى :: الروضة النبوية-
انتقل الى: