الدموع ................ العطر الحلال

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم :



الدموع ......... الــعــطــر الــحــلال


قال بكر بن عبد الله المزنى (( من مثلك يا ابن ادم ؟ خلى بينك وبين المحراب تدخل منه إذا شئت وتناجى ربك . ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان إنما طيب المؤمنين : الماء المالح ؟ هذه الدموعّ فأين من يتطيبون به ؟؟؟ ))

وهكذا :- كانت القلوب رقيقة رفيقة ندي بذكر الله تعالى .....
فكانت العيون دامعه .... يبكى اصحابها مما عرفوا من الحق أو مما اجترحوا من الخلق ... فأين هؤلاء ؟؟؟

عن مكحول قال (( أرق الناس قلوباً اقلهم ذنوباً )) صحيح : أخرجه أحمد فى الزهد ص 386 وأبو النعيم فى الحليه (5/180) .

ويذكر أن فتى من الأزد بكى حتى اظلم نور بصره فعوتب فى ذلك فقال
ألم يرث البكاء أنس صدق
فقادهم البكاء خير المقام
الم يقل الإله إلىًَ عبدى
فكل الخير عندى فى المعاد

والله لأبكين أيام الدنيا فإذا جاءت الآخره فعند الله احتسب مصيبتى فى تقصيرى

فأين الذين يبكون من خطياياهم وذنوبهم ... فيضمخون انفسهم بالعطر الحلال ؟ أين الذين يبكون على طاعة فاتتهم بعد أن وافتهم ... ومن مصيبة ركبتهم بعد او تركتهم ؟؟؟


(( فيا من جلت غفلته ، وطالت سكرته ، تأمل عطف المولى عليك وإحسانه بك وإليك ، فبالله عليكم حطوا بالتوبه عن ظهوركم احمال الخطيا والذنوب وأقبلو بقلوبكم على علاّم الغيوب ، واغسلوا وجوهكم بقطرات الدموع واتشملوا بأردية التذلل والخضوع ))

قف بالخضوع ونادى يا الله
إن الكريم يجيب من ناداه


يا فافلاً عن مصيره ، يا واقفاً مع تقصيره ، سبقك اهل العزائم ، وانت فى بحر الفغلة عائم ، قف على الباب وقوف نادم ونكس رأس الاظلم وقل انا ظالم وناد فى الأسحار مذنب وارحم ، وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم ، وابعث بريح الزفارت سحاب دمع ساجم ، وقم فى الدجى منادياً ، وقف على الباب تائباً ، واستدرك من العمر ذاهباً ، ودع اللهو جانباً وطلق الدنيا إن كنت للآخره طالباً


لا بأس أن يبكى المتقون (( اللهم اجعلنى واياكم من المتقين )) ... تذللاً .. وتودداً ... إلى الخالق سبحانه وتعالى .
انه البكاء الصابر المحتسب .. واللتى تستعيد به النفس توازنها عندما تحيل القضيه برمتها إلى الخالق سبحانه وتعالى .

يقول حافظ ابراهيم :
يا من حلقت الدمع لطفاً ... مـنك بالباكى الحزين
بارك لعبدك فى الدموع ... فإنها نعم المعين

((انا مش عارف حلقت والا خلقت بس هى اكيد خلقت والله اعلم مش انا حافظ ابراهيم))


ولقد بكى صلى الله عليه وسلم .. ولكن العين والقلب يخشع ولا نقول إلا ما يرضى وما يرضيه هنا .. هو ما قاله العارفون

الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه